اكتب هذا المقال بعد اكثر من سبعة اشهر على العدوان الهمجي الإرهابي الصهيوني على قطاع غزة وتأبينا لألاف الشهداء الأبرار الذين سقطوا نتيجة هذا العدوان الأثيم ..
إسرائيل الصهيونية , تحتل فلسطين العربية كلها منذ 75 عاما , إسرائيل ليست دولة ولم تكن دولة ولن تكون دولة , وما يطلق عليه سياسيا حاليا " إسرائيل " هو فلسطين العربية فقط لا غير , وطوال هذه الفترة لم يحترم هذا الكيان الغاصب ادبيات وقوانين المحتل كما ينص عليها القانون الدولي ..
العرب والمسلمون حاولوا لبعض الوقت تحرير فلسطين ولكنهم عجزوا عن ذلك , ورضوا بالأمر الواقع , بل ان بعضهم تمادى في قبول الأمر الواقع الى درجة التواطؤ مع المحتل وتشريع وجوده اما عن طريق الاعتراف به كما فعلت كثير من الدول الإسلامية مبكرا , واما بالتطبيع معه كما حدث لاحقا ويحدث حاليا ..
هذا المحتل الغاصب وعلى مدى 75 عاما , هجر أمم وشرد أمم , وهدم بيوت أمم واستولى على أملاك أمم ضاربا عرض الحائط بكل قرارات الأمم المتحدة وبكل المواثيق الدولية , وكذلك قتل الألاف من قيادات وأبناء شعب فلسطين العظيم وبدون أي سبب , وقد لاحظنا جميعا تزايد وتيرة القتل خلال السنوات القليلة الماضية خصوصا على " قطاع غزة هاشم " - وما حدث مؤخرا الا استمرار لما حدث بالأمس وقبل الأمس ..
وبما ان الأمر يبدو عجزا عربيا واسلاميا كاملا , فأنني اعتقد انه وللحفاظ على ما تبقى من أرواح الشعب الفلسطيني , فإني ادعو الى حل ما يطلق عليه " السلطة الفلسطينية " ومغادرتها الى المنفى وتسليم ما تبقى من فلسطين الى الصهاينة كما كانت قبل عام 1967م , فقط للمحافظة على حياة الناس بدلا من قتلهم على مدار الساعة , وعلى ان تعود فصائل المقاومة على نهجها في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي فذاك كان افضل لهم واوجع للعدو الصهيوني ..
اليأس بلغ منا منتهاه , ولم يبقى الا انتظار نصر السماء بعد ان عز نصر الأرض ..