يحكى ان اعرابيا وقف عند الأصمعي , فقال : أأنت الأصمعي ..
فقال : نعم
فقال الأعرابي : يقال انك أعلم الناس بكلام العرب ..
فقال الأصمعي : كذلك يزعمون ..
فقال الأعرابي : ما معنى قول الشاعر ..
وما ذاك إلا الديك شاربٌ خمرةٍ ... نديمُ غُرابٍ لا يملّ الخوابيا
فلما استقل الصبحُ نادى بصوتهِ ... ألا يا غُراب هل رددتَ رِدائيا
فقال الأصمعي : إنّ العرب كانت تزعم أن الديك في ذلك الزمان الأول كان ذا جناحٍ يطير به , وأنّ الغُراب كان ذا جناحٍ لا يطير به , وأنهما تنادما ذات ليلة في حانة يشربان ، فنفد شرابُهما ،
فقال الغُراب للديك :
لو أعرتني جناحك لآتيتك بشرابٍ ، فأعاره جناحه ، فطار الغُراب ولم يرجع ، فلذلك زعموا أنّ الديك إنما يصيح عند الفجر كل يوم , ندماً واستدعاءً لجناحه من الغُراب ..
فضحك الأعرابي وقال : وإنك لشيطان العرب ..!!!